من حقنا أن نتذمر أحياناً، ولو بطريقة مُرهقة. كما يحق لنا أن نفقد بهجتنا تماماً كفتى "عيّوق" إنبثق إلى صفحات كتاب "الولد الصغير الذي فقد بهجته" من مُخيلة رشا مرتضى التي أرادته كتاباً يُحاكي الكبار قبل الذين ما زالوا في سن الأحلام المُستحيلة. قصّة سلسة، فرحة تنساب من المخيلة مروراً بالقلم وصولاً لواقعنا الذي نُريده أقل خيبة مما هو عليه. ولا بأس إذا تمكنا من الوصول إلى البهجة وتخطي ال"نكد" من خلال تعديل منظورنا لكل ما يجري معنا، تماماً كما سيتعلم صغيرنا الذي فقد بهجته ذات يوم تبدلت فيه المقاييس ولكنه تمكن من العثور عليها مجدداً بمساعدة بسيطة من صديق. ووسط الألوان والتصميم المُشرق، سُرعان ما يختفي الحزن، فنهتف مع صغيرنا "المهموم": وداعاً للحزن ومشتقاته.
نحن في شارع محمد عبد الباقي المُتفرّع من شارع الحمرا التاريخي الذي لن نمل يوماً من الإحتفاء بذكرياتنا المُتربصة في كل زواياه.
نتوجه إلى Salon Beyrouth
حيث توقيع الكتاب. عجقة أولاد في الفسحة المتعددة الإستعمال ويحلو فيها رواية عشرات قصص لا علاقة لواحدة بأخرى.
لقاء سريع مع الكاتبة الشابة التي أسست في العام 2018 دار نشر Luqoom رغبة منها بأن يكون في بيروتنا الحبيبة التي تتأرجح بين عالمين، فسحة تحضن كل من يعيش في عالم الطفولة والمرح، وتقدم له عشرات النصوص التي تتمحور حول المعرفة بأسلوب طريف، فرح...وأحاسيس أخرى تأتي على شكل: "لا يحق لك الجلوس مع أحزانك الوهميّة"
همهمات، ضحكات غير مكبوحة، وبعض مشهيّات، وقراءة للكتاب الذي إقتحم قلوب الأمهات والأصدقاء قبل الأولاد .
رشا تعشق القصص الغريبة، وفنانة الرسوم التزيينيّة دانية ك، تستطيع الكتابة بالعكس-مهارة عديمة الفائدة، لكنها مرضية بشكل غريب
السنجاب نسي أين دفن "رزقة اليوم" ، والفتى "العيّوق" فقد بهجته. الخيوط الأولى لصداقة غريبة ولكنها تليق ببيروتنا وجنونها.
والهمهمات والضحكات والهتافات تسرق إبتسامة صغيرة من وجوه الامهات المتعبة. كوب من العصير الطازج وأحاديث جانبية وصداقات جديدة تولد في الفسحة الأنيقة والمتعددة الإستعمال.
يوم سبت عادي في شارع محمد عبد الباقي؟ كم نُخطئ عندما نغض الطرف عن الخلق المزروع في كل زوايا عاصمتنا المجنونة. وتحديداً كل ما له علاقة براس بيروت المسيّجة بالقصص.