الأجساد ممتلئة، شبه عارية من نظرات المُجتمع المُتعالية بأحكامها المُسبقة والصامتة حتى الغزل. الغاضبة حتى الإعجاب. والنساء سعيدات بهذه الحرية الناعمة كالحرير. والبعض يتساءل : كيف يعاملهن السادة؟ وهل سيتمكّن أحدهم من تحديد مصير الأجساد التي تنساب في الهواء برشاقة تتخطى الكيلوغرامات المكدسة برقة ورشاقة؟ هل سيجرؤ أحدكم، أيها السادة، بنظراتكم المتأرجحة بين تقدير وإستهزاء خائف أن يتعامل بلامبالاة مدروسة مع أجساد تكاد تنساب برومنطيقية خالدة في سماء عاصمة يلتحم ليلها بصباحها؟. “ويسعد صباحك ياحلو،
الفنانة المصريّة الرائعة إسراء زيدان تُريد في معرضها المُنفرد “يا هوا بيروت” المُستمر في غاليري
Maya Art Space
الأنيقة والقائمة في وسط بيروت التجاري، أن تقدم تصريحات مدويّة في غرفة الفرح والتحرر الإحتياطيّة من خلال ألوان إحتفاليّة ، قاتمة، كثيرة الضباب، زاهية، تسمح للجسد بأن يبتهج بوفرته. والنساء يستمتعن بالبطيخ، أجسادهن تطفو بخفة في الهواء، ويحتمين بدولاب النجاة وكأن لا شيء أبعد من هذه اللحظة. فهل يجرؤ أحدكم، يا سادة على توجيه أصابع الإتهام لحرية لا تليق إلا بالشجعان؟
سماء ناعمة وأحواض سباحة مطرزة بالبلاط… الفنانة الجميلة إسراء زيدان المُقيمة في القاهرة، تتوغل في أبعاد الجسد ووجوده العاطفي وقد خصصت أطروحتها للدكتوراه للأجساد غير التقليدية في تضاريسها وتعبيراتها، وهي بكل تأكيد تُقنعنا بأن الرفاهية الحقيقية تكمن في هذا المرح الأسطوري: الترنّح على الأرجوحة، ركوب الدراجة الهوائية، الإسترخاء على فرشة السباحة، أو الدردشة التي تغمز بخفة إلى شيء من الشيطنة أثناء غمس الساقين في المسبح مع مرطبات الصيف المُنعشة حتى الحريّة…وربما كان من الأفضل، أيها السادة، أن تغلقوا الأبواب على أحكامكم المُسبقة. فلنترك الأجساد الشقية تستنشق هواء بيروت،وتحلّق بعنادها فوق الكيلوغرامات الشهية، تلك المكدّسة بفخامة لا تحتاج إلى تبرير.







