هديّة اللقاء الأول، وجلسات مُتقطعة إمتدت أشهراً طويلة. تمحورت بمُجملها حول رجل عاش وكأنه إمبراطور.
فتى أزعر لم يعرف أنه، برحيله، بدّل مسار حيوات عدة.
خاف من الموت وعاش برومنطيقيّة تليق بالقلائل الذين يستحقون الحياة.
هديّة اللقاء الأول، خربشة فنيّة أنجزتها الفنانة التشكيليّة لولو بعاصيري في العام 2002.
في تلك السنة، وهي تعطي ورشة عمل لبعض الطلاب، وضعتهم أمام إمتحان صغير.
وردة يرسمونها كل على طريقته، ومن الزاوية التي تُهدهد إنكساره وتُشعل شرارة الإبداع في داخله.
ولكي لا يتأثروا بحضورها أو يشعروا ببعض إحراج، جلست بعيداً عنهم.
وراحت، بدورها، تُصور هذه الوردة من خلال ما يُشبه الخربشة الفنيّة.
تمرّنت معهم.
شاركتهم هذا الإمتحان الصغير.
لولو بعاصيري لا يروقها مُعالجة موضوع الورود عادةً.
فهي تُريد أن ترى هذه التحفة الفنيّة الطبيعيّة، في مكانها الأصلي.
لا تُريدها ساكنة تتحاور مع الموت.
ولكنها تُعالجها فنياً إنطلاقاً من حبها لحركتها الطبيعيّة، والطبقات التي تنساب من خلالها الألوان في طيّاتها، فتنتقل تالياً إلى العمل الفني.
ربما إعتقد "زائر" العمل الفني أن بعاصيري توسلت بألوان يسهل تحديدها.
ولكنها تؤكد أنها غالباً ما تستعين بتدرجات مُتعددة لتحصل على الفوارق الصغيرة في لون أو آخر.
أرادتها هدية اللقاء الأول الذي تمحور حول فتى أزعر خاف من الموت وعاش حيوات عدة في طريقه إليه.
ألوان طبيعيّة، ناعمة. حضور للبرتقالي الدافئ. ما يُشبه اللون القرنفلي والبني المحمرّ.
لمسات من الأصفر.
خلفيّة ضبابيّة تغمز إلى رومنطيقيّة مُخمليّة تمزج بين تقنيّة شاهقة تنتمي إلى المدرسة التقليديّة.
والفصل الأول لقصة حب هادئة لا يتخللها الخوف والقلق.
هديّة لقاء أول تمحور حول رجل كان يُدعى الياس، خاف من الموت، وعاش حيوات عدة في طريقه إليه.