الحلقة الحادية عشر- هابي بيرسداي لصانع الرؤساء!
أوقات، بلحظة تخلّي عابرة، كان المستر بانكس يعطي شويّة قروش ع الماشي لجاين ومايكل، ولادو يعني من مدامتو المعجوقة بنقر رواق منخارها، المسز بانكس، ليحطّن بالقجّة.
وأوقات، وقت الّلي ما يكون في يستغني عن ولا قرش، ولا حتى قرش واحد زغير، كان يقلّلن ببساطة تراجيديّة:
“البنك طفران. ومن عشرين سنة ضربني القدر ع راسي وتزوّجت إمّكن. ومذذاك كرشي عم يكبر. وحسابي بالبنك عم بيزمّ. ويا طير الطاير قلّلو، قلّلو كتير إشتقتلّو! شو رأيكن نروح نزور خالة إمّكن، الجليلة شارلوت، تتخبرّنا للمرة المليون بعد الألف عن العشا الملوكي يالّلي راحت عليه بسنة التلاتين قبل الميلاد، ,مذذاك طاحنتنا بجملتها الشهيرة المُتطوّرة في فئة ثقل الدم:
CE FUT UN DINNER ROYAL. BIEN QUE MTANIOS N’EST PAS UN DIRECTEUR. IL EST UN GM!
وهون ، كانوا جاين ومايكل يفهموا ع الطاير إنّو هيدا تهديد. وتهديد قاسي ع المصران الغليظ، وما بتحملو عضامن الطريّة. فكانوا يسكتوا ع السريع، ويغيّروا الموضوع، ويشكّوا بموضوع تاني يأتي على شكل:
“أمي، أبي، ما رأيكما أن نغسل الصحون ونفرشي أسناننا ونمد السفرة بالمشهيّات التي أعدتها التانت منى، جارتنا السمجة بأسنانها الصفراء التي تغمز في بعض لحظات عابرة، غير مُتوقعة، إلى اللون الأخضر الغامق؟”
وبهاللحظة بالذات، بشقة مديدة بالدكوانة بيسكن فيها سكرجي وطيرو أي الطائر الذي يملكه، الموتور، بتربط المدعوّة ماري بوبينز، والمُلقّبة بالعيّوقة القاسية، شعرها المُتطاير في كل أرجاء الغرفة، وبتظبّط تنورتها البليسيه، وبتضربو لشادي النص نايم برفق ع وجّو، وبتقلّلو قبل ما تمسك شمسيّتها المزوزقة:
“إلى اللقاء أيها الغريب الذي صار حبيب…مين كان يقول؟ وهايك مجد الزعرورة يا يمّا هايك! دخلك، وكأنّي حرّفت شوي الكلمات بأغنية السيدة سميرة توفيق المرحومة. بس يللا، مين لو معنا؟ منرجع منلتقى شي يوم بالسما. أنا عادةً بقضّي أكتر أوقاتي طايرة بالسما!”.
ولكن الكازانوفا، شادي ما بيسمع ولا كلمة من هالدُرر يالّلي تفوّهت فين مرمورة، لأنو كان بهاللحظة بالذات، مطيّر على هوليوود عم بيفوز بجائزة أوسكار عن أفضل مخرج. بس بيفتح عينيه شي إنّو، وبياخد بلعة من قنينة النبيذ المصنوعة بباكستان، وهديتو ياها نظمة، صديقتو الباكستانيّة يالّلي بتنضفلو البيت.
وبمنزل آل بانكس بجادة شجرة الكرز، بتهمس المسز بانكس لنفسها،
“إنشالله يا زوجي العزيز، روحة بلا رجعة”.
ولكن بتهمس هالكلمات بشاعريّة شاكسبيريّة مُقلقة. وبتفوت ع الصالون وبتقعد كل النهار تكتب رسايل للصحف. صحيفة ورا صحيفة، وبتركيز ما بيلبق مع ماكياجها، والأكيد إنها مش معوّدة عليه. وبالعربي المشبرح، صارت تترجّاهن للعالم، مين ما كانوا، يلاقولها مساعدة لتهتم بالبيت. شي مربيّة غير شكل، يوقع المستر بانكس بغرامها، مثلاً، ويحلّ عنها، لتحلم بسكينة ببربورة، برابيرو، يالّلي ما عادت شافتو من 20 سنة، ولكن طيفو بعدو معلّق ع جبينها.
وصارت تنطر.
تنقر رواق منقارها بحثاً عن أي شيء يضفي القليل من السحر على هذا الفراغ التراجيدي.
وتنطر.
وفجأة، بقرية زغيرة بالكورة الشماليّة، بتصرخ الفلاحة المُتمدنة، فريال:
“أنا بيتي بيضلّ متلان عولم. عولم رويحة. عولم جايي. وأكتر شي بأوقات الإنتيخوبات. أنا منّي محتاجة روح ع قهوة – أي مقهى – ، أنا بيتي قهوة من كترة ما بيجيني عولم!”
وعند منزل الكاتب الكبير سمران الكوراني، بتطلّع هناء بالمراية وبتصرخ من شدّة الخوف لمّا بتعكس وجّها المجوّر ونظرة عينيها المهسترة. وبتقرّر تبلّش تستعمل زيت الزيتون لتعمل ماساج لراسها ووجها لترجع النضارة، أو ما يُشبه طيفها على تكاوينها المسكونين بالبؤس.
وبلحظة إنخطاف لطالما كانت عابرة، بيدخل على المشهد غير المنظور، المُفكّر بلال، وهو يتعالى كعادته، على هناء الفاشلة في كل شيء وتحديداً كصحافيّة في جريدة النهار، ويُردد لنفسه في اللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة:
MOTHER! ON A HATE DE VOUS VOIR
مُحولاً آخر حرفين بكلمة
MOTHER
إلى
MOTHA
لنفهم بأنو مجبول بتراب لندن يالّلي منوصلّها من شارع سليم سلام ومنقوطبلها من بسطا التحتا!
والمستر بانكس، بيهمس لحالو هوّي وقاعد ع مكتبو:
“مرمورة، يا مراميرو، يا عيّوقة قاسية إنت قصّة ع بالي ما كانت تعرف تبتدي لتنتهي من قبالنا!
والسكرجي الكازانوفا شادي، بيقرّر وقت يوعى من سكرتو، إنّو يصير سنكري، يعني يصير إبن كار!
وببيت الكاتب الكبير سمران الكوراني، بتتصل الصحافيّة الفاشلة بجريدة النهار، هناء، ببنت إختها المُبدعة بصنع الحلويات، لالا، وبتوصّيها على “غاتو” بمناسبة عيد ميلاد والدها يالّلي عم يرقص مع الخرف بخطى ثابتة.
“لايكي، لالا، حياتي. عملي معروف، بتكتبيلي على الغاتو الجملة التالية:
هابي بيرسداي لصانع الرؤساء. ما تشارعيني. هيك كتبيا. متل ما عم قلّلك. بيرسداي بالسين. فيها بؤس أكتر بيليق بصانع البؤساء….قصدي الرؤساء!”.
وبما أنها سيرة وإنفتحت، بيطلّع سمران الكوراني ع مرتو فرفورة، يالّلي آخدة غطّة بعد ما خلّصت الترويقة السادسة قبل الغدا، وعم بتشنخر بسكينة وغنج. وبيهمس لحالو:
“أخ على آخرتك يا سمران الكوراني، يا صانع الرؤساء! هيدي رواية بحد ذاتها!”.
(يتبع)
وأوقات، وقت الّلي ما يكون في يستغني عن ولا قرش، ولا حتى قرش واحد زغير، كان يقلّلن ببساطة تراجيديّة:
“البنك طفران. ومن عشرين سنة ضربني القدر ع راسي وتزوّجت إمّكن. ومذذاك كرشي عم يكبر. وحسابي بالبنك عم بيزمّ. ويا طير الطاير قلّلو، قلّلو كتير إشتقتلّو! شو رأيكن نروح نزور خالة إمّكن، الجليلة شارلوت، تتخبرّنا للمرة المليون بعد الألف عن العشا الملوكي يالّلي راحت عليه بسنة التلاتين قبل الميلاد، ,مذذاك طاحنتنا بجملتها الشهيرة المُتطوّرة في فئة ثقل الدم:
CE FUT UN DINNER ROYAL. BIEN QUE MTANIOS N’EST PAS UN DIRECTEUR. IL EST UN GM!
وهون ، كانوا جاين ومايكل يفهموا ع الطاير إنّو هيدا تهديد. وتهديد قاسي ع المصران الغليظ، وما بتحملو عضامن الطريّة. فكانوا يسكتوا ع السريع، ويغيّروا الموضوع، ويشكّوا بموضوع تاني يأتي على شكل:
“أمي، أبي، ما رأيكما أن نغسل الصحون ونفرشي أسناننا ونمد السفرة بالمشهيّات التي أعدتها التانت منى، جارتنا السمجة بأسنانها الصفراء التي تغمز في بعض لحظات عابرة، غير مُتوقعة، إلى اللون الأخضر الغامق؟”
وبهاللحظة بالذات، بشقة مديدة بالدكوانة بيسكن فيها سكرجي وطيرو أي الطائر الذي يملكه، الموتور، بتربط المدعوّة ماري بوبينز، والمُلقّبة بالعيّوقة القاسية، شعرها المُتطاير في كل أرجاء الغرفة، وبتظبّط تنورتها البليسيه، وبتضربو لشادي النص نايم برفق ع وجّو، وبتقلّلو قبل ما تمسك شمسيّتها المزوزقة:
“إلى اللقاء أيها الغريب الذي صار حبيب…مين كان يقول؟ وهايك مجد الزعرورة يا يمّا هايك! دخلك، وكأنّي حرّفت شوي الكلمات بأغنية السيدة سميرة توفيق المرحومة. بس يللا، مين لو معنا؟ منرجع منلتقى شي يوم بالسما. أنا عادةً بقضّي أكتر أوقاتي طايرة بالسما!”.
ولكن الكازانوفا، شادي ما بيسمع ولا كلمة من هالدُرر يالّلي تفوّهت فين مرمورة، لأنو كان بهاللحظة بالذات، مطيّر على هوليوود عم بيفوز بجائزة أوسكار عن أفضل مخرج. بس بيفتح عينيه شي إنّو، وبياخد بلعة من قنينة النبيذ المصنوعة بباكستان، وهديتو ياها نظمة، صديقتو الباكستانيّة يالّلي بتنضفلو البيت.
وبمنزل آل بانكس بجادة شجرة الكرز، بتهمس المسز بانكس لنفسها،
“إنشالله يا زوجي العزيز، روحة بلا رجعة”.
ولكن بتهمس هالكلمات بشاعريّة شاكسبيريّة مُقلقة. وبتفوت ع الصالون وبتقعد كل النهار تكتب رسايل للصحف. صحيفة ورا صحيفة، وبتركيز ما بيلبق مع ماكياجها، والأكيد إنها مش معوّدة عليه. وبالعربي المشبرح، صارت تترجّاهن للعالم، مين ما كانوا، يلاقولها مساعدة لتهتم بالبيت. شي مربيّة غير شكل، يوقع المستر بانكس بغرامها، مثلاً، ويحلّ عنها، لتحلم بسكينة ببربورة، برابيرو، يالّلي ما عادت شافتو من 20 سنة، ولكن طيفو بعدو معلّق ع جبينها.
وصارت تنطر.
تنقر رواق منقارها بحثاً عن أي شيء يضفي القليل من السحر على هذا الفراغ التراجيدي.
وتنطر.
وفجأة، بقرية زغيرة بالكورة الشماليّة، بتصرخ الفلاحة المُتمدنة، فريال:
“أنا بيتي بيضلّ متلان عولم. عولم رويحة. عولم جايي. وأكتر شي بأوقات الإنتيخوبات. أنا منّي محتاجة روح ع قهوة – أي مقهى – ، أنا بيتي قهوة من كترة ما بيجيني عولم!”
وعند منزل الكاتب الكبير سمران الكوراني، بتطلّع هناء بالمراية وبتصرخ من شدّة الخوف لمّا بتعكس وجّها المجوّر ونظرة عينيها المهسترة. وبتقرّر تبلّش تستعمل زيت الزيتون لتعمل ماساج لراسها ووجها لترجع النضارة، أو ما يُشبه طيفها على تكاوينها المسكونين بالبؤس.
وبلحظة إنخطاف لطالما كانت عابرة، بيدخل على المشهد غير المنظور، المُفكّر بلال، وهو يتعالى كعادته، على هناء الفاشلة في كل شيء وتحديداً كصحافيّة في جريدة النهار، ويُردد لنفسه في اللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة:
MOTHER! ON A HATE DE VOUS VOIR
مُحولاً آخر حرفين بكلمة
MOTHER
إلى
MOTHA
لنفهم بأنو مجبول بتراب لندن يالّلي منوصلّها من شارع سليم سلام ومنقوطبلها من بسطا التحتا!
والمستر بانكس، بيهمس لحالو هوّي وقاعد ع مكتبو:
“مرمورة، يا مراميرو، يا عيّوقة قاسية إنت قصّة ع بالي ما كانت تعرف تبتدي لتنتهي من قبالنا!
والسكرجي الكازانوفا شادي، بيقرّر وقت يوعى من سكرتو، إنّو يصير سنكري، يعني يصير إبن كار!
وببيت الكاتب الكبير سمران الكوراني، بتتصل الصحافيّة الفاشلة بجريدة النهار، هناء، ببنت إختها المُبدعة بصنع الحلويات، لالا، وبتوصّيها على “غاتو” بمناسبة عيد ميلاد والدها يالّلي عم يرقص مع الخرف بخطى ثابتة.
“لايكي، لالا، حياتي. عملي معروف، بتكتبيلي على الغاتو الجملة التالية:
هابي بيرسداي لصانع الرؤساء. ما تشارعيني. هيك كتبيا. متل ما عم قلّلك. بيرسداي بالسين. فيها بؤس أكتر بيليق بصانع البؤساء….قصدي الرؤساء!”.
وبما أنها سيرة وإنفتحت، بيطلّع سمران الكوراني ع مرتو فرفورة، يالّلي آخدة غطّة بعد ما خلّصت الترويقة السادسة قبل الغدا، وعم بتشنخر بسكينة وغنج. وبيهمس لحالو:
“أخ على آخرتك يا سمران الكوراني، يا صانع الرؤساء! هيدي رواية بحد ذاتها!”.
(يتبع)