الناس يرحلون. وأحياناً يتعالون على رغباتنا البسيطة وأحلامنا التي تتمحور على البحث عن ما يُشبه "عيشة هنيّة". و"هزّة خصر" و"شال أخضر"، ونظرة جانبيّة تُنذر بالكوارث القادمة لا محال. و"فضيحة رايحة - فضيحة جايي".
نجلس معاً. أريكة صغيرة وفنجان قهوة يُمهّد لتنهيدة البدايات.
الناس يرحلون.
ولهذا السبب نحوّلهم قصّة مُشوّقة نرويها لانفسنا في الدرجة الأولى، لاسيما عندما نتعب من الإدّعاء بأننا لم نعد نبحث عن شيء.
لم نعد نُضيّع الوقت في الحلم.
لم نعد نؤمن بالأيام الاولى والإفتتاحيّة "يالّلي إلها طنّة ورنّة" في كتاب العشق، أو أقلّه ما تبقّى من حياة.
نُحوّل شخير بولس إلى المشهد المحوري في رواية "البؤساء الجُدد" في نسختها البيروتيّة.
وفشلنا المُتكرّر في غض الطرف عن خصلة الشعر الطويلة المُتدلية من فتحة أنف التانت كليمنتين، بإنسياب العاشقة الغارقة في عاشر قصة حب غير مُتبادلة "هالسنة".
لا بد من أن تتحوّل تلطيشات الأخ جيرار و"كلّلن دبّروا حالن إلا إنت" قصّة مُشوّقة نواسي أنفسنا بها عندما نكتشف بأن الناس يرحلون.
وان لكل منّا قصّته التي أوصلته إلى هنا.
أكان يرسم أم يكتب أو يغني أو يدّعي بأنه في الحقيقة "بعد ما خلص".
مع العلم بأننا جميعاً نعلم بانه "خلص من زمان".
نجلس معاً. أريكة صغيرة. ونكتب عن كل الذين يعتقدون بأن الحياة لم تنصفهم. وأنهم ينتمون إلى رواق العظمة.
على الرغم من أنهم في الواقع "حتى مش قادرين" أن يتخطّوا خصلة الشعر الطويلة المُتدلية من فتحة منخار التانت كليمنتين
وعلى الرغم من إعترافهم ضمنياً، أي في قرارة النفس التائهة "من فترة"، بأن الأخ جيرار على حق:
"كلّلن دبّروا حالن" فيما عداهم.
فلنحوّل قصة البؤساء الجدد في نسختها البيروتيّة، حديث الساعة في كل ساعة.
"هيك، هيك محسوبة علينا"!